Quantcast
Channel: الملتقى الفقهي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

كلام العلامة الددو حول سوريا وتعقيب ورد على التعقيب

$
0
0
تم عقد حلقة الشريعة والحياة مع الشيخ محمد الحسن الددو حفظه الله ومعه الشيخ كريم راجح حفظه الله من علماء الشام
وقد ركز الشيخ كريم على الرابط الايماني في قوله تعالى / إنما المؤمنون إخوة " ثم سرد بعد ذلك مظاهر التفريق والتفرق بين المسلمين من خلال الحدود الجغرافية ومنشئ الطائفيات من أمثال عبد الله بن سبأ
وتحدث الشيخ محمد الحسن الددو أن التعاون على درجتين تعاون بين المسلمين ثم معاونة المستضعفين من غير المسلمين ويدخل فيهم الذمي
وذكر حديث بلفظ الجمع: مثل المؤمنين في توادهم " ذكره الشيخ بلفظ تعاونهم " وتراحمهم كمثل
وذكر حديث آخر بلفظ الافراد: مثل المؤمن كمثل الجسد
ثم ذكر حديث أبي جحيفة السوائي الذي أخرجه النسائي واحمد في المسند المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم ....
ثم ذكر الشيخ أن الاخوة الايمانية ثابتة في الدنيا كما في الآية السابقة ، وفي الآخرة بآية اخوانا على سرر متقابلين
وذكر الشيخ أن آية التعاون في المائدة في سياق عموم غير مختص بالمؤمنين من غيرهم بدلالة اطلاقها وخالفه في ذلك الشيخ كريم
والظاهر في الآية ما قاله الشيخ كريم أن الخطاب فيها موجه للمؤمنين بدلالة ذكر التقوى
وذكر الشيخ محمد الحسن الددو حديث الشهداء : أن قتل دون ............ ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ... الخ
وخرج ما يجري في سوريا من طرف مقاتلي الثوار جار على نحو هذا وأنه قتال دون النفس .......
وذكر الشيخ أن سبب فتح مكة كان نصرة للمستضعفين من حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم ونكث العهد من طرف المشركين وذكر أبياتا في ذلك
وذكر الشيخ أن ما يجري في سوريا جهاد لا غبار عليه وما يحدث فيها ويجب على الامة الاسلامية نصرتهم ودعهم بدعهم بالسلاح والعتاد و تقاسم الغذاء والمعاش معهم وارسال الجيوش من طرف الحكومات الاسلامية ثم الشعوب وتشمل النصرة للكل سواء الباقين في سوريا ومن خرجوا منها فالجميع ضحايا للأمر نفسه
وأن جهاد المال سابق على جهاد النفس كما في آية : تجاهدون في سبيل بأموالكم وأنفسكم ....."
وذكر الشيخ بأسلوب المقاطعة لايران ومن في دائرتها وغير ذلك من أساليب الجهاد غير القتالية
وأن هذا النظام - النظام السوري- جهاده قبل الثورة كان واجبا لظلمه و...........
" كتبتُ هذه النبذ من كلام الشيخ من خلال الذاكرة بعد ان استعمت للمحاضرة ووقع حذف كثير لأن الذاكرة خوانة مع ضعفها "

وتعقب أحد الدكاترة في بلده كلام الشيخ فقال
أردت الكتابة بيانا وتبيينا لما نري أنه خطأ وقع فيه العلامة محمد الحسن ولد الددو حفظه الله في مداخلته يوم أمس في برنامج الشريعة والحياة حيث كفر بشار وحث على الجهاد فإذا كان ما يقع في سوريا من سفك للدماء وهتك للأعراض يمكن تبريره شرعا.

وإذا كان ما قاله العلامة هو نفس الرأي الذي يقول به علماء آخرون- فإن الكرسي الذي يجلس عليه ألا وهو كرسي عالم السنة والجماعة على حد تعبير العلامة حمدا ولد التاه تمنع ضوابطه المنهجية عليه ذلك، هذا إذا لم تكن قد تشابهت الكراسي واشتبهت العمائم
لقد ظلت قضية التكفير إشكالا عقائديا ومعرفيا للأمة ما بين متوسع فيه بحيث يكفر بالذنب ويجعل مرتكب الكبيرة كافرا و هذا مذهب الخوارج ولذلك لم ينج من تكفيرهم كبار الصحابة والتابعين
ألم يستحلوا دم علي كرم الله وجهه؟
وقال قائلهم في مدحه /
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
اني لأذكره يوما فأحسبه أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير أقبرهم لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا
فقال فيه أحد العلماء
بل ضربة من شقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش خسرانا
إني لأذكره يوما فاحسبه أشقى البرية عند الله ميزانا
أما المذهب الآخر وهو مذهب المرجئة الذين لا يقيمون للعمل الصالح وزنا فهؤلاء كذلك لم يكونوا على صواب في نحلتهم.
أما مذهب أهل السنة والجماعة فإنهم يكفرون القول ولا يكفرون قائله ويبحثون للمبتدع عن كل مندوحة و باب حتى لا يخرجوه من باحة الإسلام خوفا من الوعيد الوارد في ذلك أما فيما يتعلق بقصة السنة والشيعة فقضيتهم أبعد من أن تناقش وعلى الرغم من وجود طوائف منهم يرى البعض بخروج بعض الأقوال المنسوبة إليهم عن الإسلام، إلا أنهم بقوا دائما ضمن دائرة الإسلام ولم يكن من ديدن السلف الصالح الفتوى بشأن جهادهم وإثنائهم عن عقائدهم، فهل جاهدهم صلاح الدين؟ وهل أفتى سلطان العلماء العز بن عبد السلام بذلك ؟
أما قضية ظلم الحاكم فهذه قصة أخرى لا علاقة لها بكفره من عدمه ولقد أحسن شيخنا و خالكم العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله عندما قال:
إلا إذا قدر أن يزاحا بغير فتنة فلا جناحا
فالتدافع بين الحاكم والمحكومين قضية طرفاها اثنان هما :
مستوى ظلم الظالم
والخوف من الفتنة
والترجيح بين الأمرين قد يقع فيه الخلاف في التقدير لكنه في كل الأحوال لا علاقة له بكونه كافرا أم ورعا تقيا، وقد خرج بعض المسلمين على عثمان رضي الله لأنهم لم يرضوا بحكمه فلم يكفر السلف أحدا من الطرفين وأمرنا بالوقوف بالحياد لعدم معرفتنا بحيثيات ومناطات الموقفين.
وقد قال النابغة الغلاوي
قلت ولا يرتد إلا ما انشرح بالكفر صدرا وسوى ذاك انطرح
وقال أيضا
قلت وقال شيخنا وخالي عبد الاله بزمان خالي
لو حضر خليل بدلا مراعيا طوارئا وعللا
وما قرره العلماء من ضرورة عدم التكفير بالذنب بالنسبة لعامة المسلمين ينطبق على خاصتهم، بما في ذلك حكامهم إذ التكفير من أمور الآخرة يستوي فيه الحاكم والمحكوم ولا عبرة فيه بالمقامات الدنيوية الزائلة.
ثم أن الحديث الوارد بشان افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، و على الرغم مما قيل فيه -وأنتم أدرى بذلك بلا شك - يدل على أن كل هذه الفرق هي من فرق الإسلام وليست من فرق الكفر.
أما قضية الفتنة بين الأحزاب السياسية فتلك قضية أخرى فصلها القرآن الكريم تفصيلا بقوله تعالي (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) [الحجرات : 9 ، 10
أما قضية الجهاد فلا شك أنكم لا تعنون الجهاد بمفهومه الأصلي الذي هو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله، ذلك لأن الجهاد بهذا المعنى له موانع شرعية وموانع موضوعية وأخري دولية.. وإذا كان هو المقصود فإن اسرائيل أحرى بذلك من سوريا ؟
أعرف أنكم تعنون أن قتال الباغية جهاد كما نص عليه خليل في مختصره، غير أن التعريف الذي ذكره ابن عرفة ينطبق بالقصد الأول على الخارجين على السلطان.
وإذا سلمنا بعدم صحة إمامة الأسد وبجواز خروج هؤلاء، فهل تنقلب الإباحة إلى وجوب ؟
وما هو حكم المقاتلين معه ممن يرون أنفسهم مسلمين يقاتلون البغاة ؟

بهذا التوصيف يكون القاتل والمقتول كلاهما في جهاد..
وهذا باطل لقادح فساد الاعتبار وهو مصادمة النص الثابت وهو قوله صلي الله عليه وسلم (اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول كلاهما في النار قالوا هذا القاتل فما بال المقتول قال كان حريصا على قتل صاحبه )
و الشاهد في هذا كله أن فتنة التكفير عندما تفتح لن ينجو منها العالم ولا التقي وسيصل أوارها الجميع، و إن الفتن تفسد الأديان كما تفسد الأوطان.
هذه ملاحظات أولية أردت التذكير بها فلا عبرة في الاسلام بكثرة القائلين ولا بكثرة الأنصار (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ( [المؤمنون : 71] صدق الله العظيم

انوكشوط 23 يونيو 213 الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الإمام
وما قاله الدكتور ولد الزين رده أحد الأساتذ وهو محمدن بن الرباني

هكذا عرض الكاتب لإشكالية التكفير ملمحا إلى أن مسلك الشيخ في ذلك مسلك الخوارج، والواقع أن الشيخ لم يخرج في فتواه عن مذهب علماء السنة وخاصة أقوال إمام دار الهجرة مالك بن أنس، وتحرير ذلك من خلال ثلاث نقاط:
الأولى: أن مفهوم أهل السنة في عدم التكفير بذنب لا يقتضي عدم الحكم بالردة والخروج من الملة فقد أجمع العلماء على وجود حكم الردة وإن اختلفوا في جزئيات من مقتضياتها وآليات تنفيذ ما يترتب عليها، وهل يعقل أن يحكم الله بكفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم، ولا يكفر من قال إن عليا هو الله، فأي فرق بين القولين وإن زعم صاحبه أنه مسلم؟.
إن المقصود لدى أهل السنة بعدم تكفير أحد بذنب هو الرد على الخوارج المكفرين بارتكاب الكبائر، وليس المقصود عدم التكفير مطلقا ولهذا قيد أبو الحسن الأشعري رحمه الله القاعدة ببيان أمثلتها في كتابه مقالات الإسلاميين فقال: "ولا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب، كنحو الزنا والسرقة، و ما أشبه ذلك من الكبائر، وهم بما معهم من الإيمان مؤمنون وإن ارتكبوا الكبائر".
الثانية: هل يكفر من جاء بقول هو كفر؟ وذلك كالقدرية المنكرين للقدر، والمروي عن مالك هو تكفيرهم، يقول ابن عبد البر في كتاب الاستذكار: "ومذهب مالك وأصحابه أن القدرية يستتابون، قيل لمالك كيف يستتابون؟ قال يقال لهم اتركوا ما أنتم عليه وانزعوا عنه، وقال مالك لا يصلى عليهم ولا يسلم على أهل القدر ولا على أهل الأهواء كلهم ولا يصلى خلفهم ولا تقبل شهادتهم",
وقال القرافي في كتاب الذخيرة: في الكتاب (يعني المدونة)لا يصلى على موتى القدرية والإباضية ولا تتبع جنائزهم ولا تعاد مرضاهم وأولى إذا قتلوا، قال سند إن تولاهم أهل مذهبهم تركهم الناس زجرا لهم وإلا فاستحب ابن القاسم مباشرتهم وأوجبها سحنون، قال المازري حمل كلام مالك على ظاهره ممكن، وقد أفتى في غير موضع بكفرهم وإذا فرعنا على كفرهم فلا يصلى عليهم، قال سند فإن قاتلونا فقتلهم الإمام العادل قال مالك و ( ش ) (يعني الشافعي) وابن حنبل يصلى عليهم وقال ( ح ) (يعني أبا حنيفة) لا يغسلون ولا يصلى عليهم لقوة شبههم بأهل الحرب.
وفي مواهب الجليل للحطاب: "قال مالك لا تزوج إلى القدرية يعني أنه يفسخ النكاح الواقع بين أهل السنة وبينهم، هذا على القول بتكفيرهم، وأما على القول بأنهم فساق فهم كالفاسق بجوارحه وأشد، لأنه يجرها إلى اعتقاده ومذهبه ولا يتزوج منهم ولا يزوجون من نساء أهل السنة، وقول مالك في القدرية جار فيمن يساويهم في البدعة وفي بعض الروايات أن مالكا تلا قوله تعالى وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وهذا يدل على أنه أراد تكفيرهم انتهى. من تسهيل الأمهات.
فهذه النصوص من أهم وأثبت ما ألف المالكية صريحة في أن مالكا أفتى بكفر هذه الفرق وأن قوله جار في من يساويهم في البدعة فكيف بمن يفوقهم وهو ما نبينه في النقطة الثالثة.
الثالثة: في الكلام على النصيرية أو ما أصبح يطلق عليه العلويون: جاء في الموسوعة الميسرة للمذاهب والأديان بتصرف وحذف مع احتفاظ بنص المختارات: "النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في علي وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية ومؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه‍( عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) ومحمد المهدي (الموهوم) (الثاني عشر).
ـ زعم أنه البابُ إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارثُ علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي.
جعل النصيرية علياً إلهاً وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص.
لم يكن ظهور (الإله علي) في صورة الناسوت إلا إيناساً لخلقه وعبيده.
وقد يقول قائل: دعك من الموسوعة فهي كتاب معاصر وضعته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، قلت لا بأس فلنعد إلى الوراء مع المؤرخين ورجال النقد والتجريح، فهذا ابن كثير يقول في البداية والنهاية في حوادث سنة 717هـ: "خرجت النصيرية عن الطاعة, وكان من بينهم رجل سموه (محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله), وتارة يدعي على بن أبي طالب فاطر السموات والأرض, تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا, وتارة يدعى أنه محمد بن عبد الله صاحب البلاد, وخرج يكفر المسلمين, وأن النصيرية على الحق, واحتوى هذا الرجل على عقول كثير من كبار النصيرية الضلال, وعين لكل إنسان منهم تقدمه ألف وبلادا كثيرة ونيابات , وحملوا على مدينة جبلة فدخلوها , وقتلوا خلقا من أهلها , وخرجوا منها يقولون: لا إله إلا على, ولا حجاب إلا محمد, ولا باب إلا سلمان..."
ويقول الذهبي في لسان الميزان في ترجمة إسحاق بن محمد النخعي الأحمر: " كذاب مارق من الغلاة روى عن عبيد الله بن محمد العيشي وإبراهيم بن بشار الرمادي وعنه ابن المرزبان وأبو سهل القطان وجماعة، قال الخطيب سمعت عبد الواحد بن علي الأسدي يقول إسحاق بن محمد النخعي كان خبيث المذهب يقول إن عليا هو الله وكان يطلي برصه بما يغيره فسمي بالأحمر ... قلت (الكلام للذهبي) ولم يذكره في الضعفاء أئمة الجرح في كتبهم وأحسنوا فإن هذا زنديق وذكره ابن الجوزي وقال كان كذابا من الغلاة في الرفض، قلت (الكلام للذهبي) حاشا عتاة الرفض من أن يقولوا علي هو الله، فمن وصل إلى هذا فهو كافر لعين من إخوان النصارى وهذه هي نحلة النصيرية.
تلك شذرات من حقيقة النصيرية ومواقف العلماء منها وطبيعي أن يعمل الشيخ على شاكلة مالك وابن كثير والذهبي وغيرهم ممن يضيق المقام عن حشر كلامه.
وإذا كان هذا حالهم فإن الخروج على سلطانهم إذا تغلبوا هو الأصل، والسكوت خوفا من الفوضى تأويل، تماما كتأويل من رضي بحماية الاستعمار بديلا عن الفوضى، وكتأويل من يقبل رئاسة غير المسلم كواقع إخواننا في لبنان، وطبيعي أن يتغير التأويل بتغير ظروفه وعوامله.
ثم اعتبر الكاتب أن التدافع بين الحاكم والمحكومين قضية طرفاها اثنان هما : مستوى ظلم الظالم والخوف من الفتنة، وأن الترجيح بين الأمرين قد يقع فيه الخلاف في التقدير وهذا كلام صحيح، لكن ما بني عليه من كونه في كل الأحوال لا علاقة له بكون الحاكم كافرا أم ورعا تقيا، غير صحيح إذا كان المقصود معيار الشرع لا مجرد الوقائع التاريخية المجردة، فالكفر أرفع أنواع الظلم، وحديث عبادة بن الصامت في البخاري نص في ذلك حيث قال: "دعانا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فبايعناه ‏ ‏فكان فيما أخذ علينا أن ‏ ‏بايعنا ‏ ‏على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا ‏ ‏وأثرة ‏ ‏علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا ‏‏ بواحا ‏ ‏عندكم من الله فيه ‏ ‏برهان" وهذا ما يدحض قول الكاتب، كذلك فإن العلماء عدوا الدين أول الضروريات وقدموه على سائرها ورحم الله محمد العاقب بن ميابى حين قال:
والجور والإسلام في بلادنا ** خير من العدل مع الكفر الجلي
مصلحة الدين على الدنيا يرى ** وجوبها حتما مراعي الأفضل.
هكذا إذن يتبين أن جهاد النصيريين لانتزاع الحكم منهم جهاد شرعي منسجم مع الأصل، فكيف به إذا كان دفاعا عن النفس والمال والعرض فاجتمع إليه جهاد آخر، كما في الحديث عن سعيد بن زيد قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "من قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد" رواه أبو داود والترمذي وصححه وبعضه متفق عليه.
وتساءل الكاتب عن حكم من مع بشار ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين، والجواب والله أعلم أن من مع بشار من المسلمين مخطئ في موالاته إياه، ولا نحكم عليه بكفر وأمره إلى الله إن شاء عذبه بقدر ركونه إلى الظالمين ومحاربة المسلمين، وإن شاء عفا عنه، واستشهاد الكاتب بفساد الاعتبار في المسألة كتمثله بالشعر لم يكن موفقا، فقد اقتتل الصحابة ولم يكن القاتل والمقتول منهم في النار، وهذا قادح النقض على ما فيه لدى الجمهور، كما أن الوعيد محمول على عدم الخلود في النار، وذلك هو الشأن في كافة كبائر المعاصي، ولو حمل الحديث على ظاهره لكان مجرد اقتتال المسلمين كفرا مخرجا عن الملة وهذا خلاف منهج أهل السنة بل هو كفر دون كفر.

هكذا إذن تبين أن الشيخ محمد الحسن وغيره من أعلام العصر أصابوا في الدعوة إلى قتال بشار ومن يقف مع بشار، وإنما المخطئ من يهرف بما لا يعرف وليس الشيخ من أولئك مع أنه يؤخذ من قول كل أحد ويرد عليه فالتمسوا له غير هذه.

مصدر كلام الشيخ
موقع اليوتيوب : لا يمكن وضع الرابط كونه غير لائق
وموقع الشيخ محمد الحسن : dedewnet.com
مصدر تعقيب الدكتور :موقع أقلام حرة الاثنين 24 \6\ 2013
مصدر الرد على تعقيب الدكتور :موقع أقلام حرة الثلثناء 25\6\2013

Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

Trending Articles