إخواني الكرام أخواتي الكريمات كانت لي وقفة مع مختصر خليل وشروحه، فمختصر خليل كما قال ابن غازي: (إن مختصر الشيخ العلامة خليل بن إسحاق أفضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رمق بالأحداق، وصرفت إليه همم الحذاق؛ إذ هو عظيم الجدوى، بليغ الفحوى، مُبَيِّنٌ لما به الفتوى، أو ما هو المرجح الأقوى، قد جمع الاختصار في شدة الضبط والتهذيب، وأظهر الاقتدار في حسن المساق والترتيب، فما نسج أحد على منواله، ولا سمحت قريحة بمثاله)، وقد عشت أيامًا وليالي في النظر في التوضيح لخليل، ثم من الله علي بالعمل في أصله: (جامع الأمهات) لابن الحاجب، ثم مع شروح خليل (بهرام وابن غازي وابن مروق ... وغيرها) فوجدت أن مختصر خليل يستحق التأمل وإدامة النظر فيه، كما يحتاج لجمع تعليقات الشراح عليه استدراكًا وتعليقًا، وتصحيحًا وتضعيفًا، وكانت أمنية قلبي -ولا زالت- أن يمن الله على هذه الأمة بمن يطبع مختصر خليل بتعقبات العلماء الفطاحل، والأماجد الأفاضل؛ حتى يصححوا مختصر خليل، ويستظهروا لنا المذهب من خلاله، واضعين لنا منهجًا واضحًا في هذا، وإن النفس للتلهف لذلك تلهف العطشان للماء البارد على الظمأ، فهل من مشمر لذلك، وهل من باذل جهدًا لأجله، أسأل الله أن يهيأ لذلك من يقوم به وعليه، إنه بكل جميل كفيل.
↧
