- 1. ما يعتري المرأة من دورة رحمية و ما يترتب عنه من حدوث الحيض(العادة الشهرية) شيء كتبه الله تعالى على بنات آدم و هو لا شك وهن يصيبها و مرض يلمّ بها و لكنه ظرف للاستعداد للقيام بوظيفة إنجاب النشء و استمرار النسل...
و الشرع قد فرض على المرأة الفطر في رمضان زمن الطمث و أوجب عليها قضاء عدة من أيام أخر ...
2. وأرى أن ما ندب إليه الشرع من صيام ستة أيام من شوّال... له مقاصد منها:
- اكتساب الأجر (كصيام الدهر)...
- التدرّج في الانتقال من الصيام إلى الإفطار...
- قضاء المرأة لدَيْنِها من رمضان...
حيث تبادر المرأة بقضاء ما عليها في شوال و يشاركها أخوها الرجل في ذلك ...
و قد ثبت طبيًّا أن متوسط مدة الحيض خمسة(5) أيّام ولذا فستة أيام تكفي معظم النساء لقضاء دينهنّ من رمضان...
3. و بناءً على ذلك أرى ما رآه لفيف من العلماء و هو جواز الجمع بين نيّة الفرض(القضاء) و نيّة النفل(ستة أيام من شوّال) ...
مثل الاستغناء بالصلاة المفروضة عن تحية المسجد و بغسل الجنابة عن الجمعة...و هذا من باب التيسير الذي نصت عليه آيات الصيام:"يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم اليسر"
4. و إن كنتُ أرى جواز تأخير القضاء لحديث أم المؤمنين عائشة الثابت في الصحيح أنها قالت : ( إن كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان،
لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني )
فقد كانت تصوم الست، وكانت تصوم عرفة، كما ثبت في الموطأ، وكانت تصوم يوم عاشوراء...
فيمكنها أن تؤخّر القضاء و تبادر بصيام ستة أيام من شوّال...
5. و الذين منعوا ليس معهم دليل و أما الحديث: ( من صام رمضان ثم أتبعه...) فقد خرج مخرج الغالب والقاعدة: (أن النص إذا خرج مخرج الغالب لم يعتبر مفهومُه).
فالمفهوم (من أفطر لعذر ليس مقصوداً بصيام ستة شوّال) فهذا المفهوم غير معتبر..
و كذا الحديث ليس فيه من أكمل أو أتم بل (من صام) و الكل صائمون حتى من أفطر منه بعضه
و كذا الحديث يحكي توالي الشهرين زماناً يعني لما ينقضي رمضان الذي يصومه الناس و يأتي شوال و لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم:"ثم أتبعه ستاً من شوّال".
6. و ما يفتي به بعض الفضلاء من عدم صحة ما قلنا ...و يوجبون عليها القضاء ثم صيام ستة شوّال حرمان لها من الأجر إذ تترك صوم ستة شوال و قد تؤخر القضاء إلى وقت لاحق..
و تكليف لها بما يشق عليها إذ كيف تكلّف-و قد خفف الشرع عنها في رمضان -في شوّال أن تقضي ما عليها 5 أو 6 أو 8 أيام ثم تصوم ستةً شوّال و قد تكون في فصل الصيف كما هو الحال اليوم و خاصة إذا كانت تخدم أهل بيتها و هم مفطرون...
و أخيراً لا ينبغي أن نضيق عليهن و قد وسّع الله عليهن ... و بنى الأحكام على التيسير ....
فيجوز لهن الجمع بين نية قضاء رمضان و نيّة الستة أيام من شوّال...
كما يجوز لهن التنفل بصيام الستة و تأخير القضاء إلى وقت لاحق...
و الله أعلم
أ.رشيد حفوظة....
↧
صيام 6 أيام من شوّال و قضاء رمضان للحائض.
↧