Quantcast
Channel: الملتقى الفقهي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

صيام 6 أيام من شوّال و قضاء رمضان للحائض.

$
0
0
  • 1. ما يعتري المرأة من دورة رحمية و ما يترتب عنه من حدوث الحيض(العادة الشهرية) شيء كتبه الله تعالى على بنات آدم و هو لا شك وهن يصيبها و مرض يلمّ بها و لكنه ظرف للاستعداد للقيام بوظيفة إنجاب النشء و استمرار النسل...
    و الشرع قد فرض على المرأة الفطر في رمضان زمن الطمث و أوجب عليها قضاء عدة من أيام أخر ...
    2. وأرى أن ما ندب إليه الشرع من صيام ستة أيام من شوّال... له مقاصد منها:
    - اكتساب الأجر (كصيام الدهر)...
    - التدرّج في الانتقال من الصيام إلى الإفطار...
    - قضاء المرأة لدَيْنِها من رمضان...
    حيث تبادر المرأة بقضاء ما عليها في شوال و يشاركها أخوها الرجل في ذلك ...
    و قد ثبت طبيًّا أن متوسط مدة الحيض خمسة(5) أيّام ولذا فستة أيام تكفي معظم النساء لقضاء دينهنّ من رمضان...
    3. و بناءً على ذلك أرى ما رآه لفيف من العلماء و هو جواز الجمع بين نيّة الفرض(القضاء) و نيّة النفل(ستة أيام من شوّال) ...
    مثل الاستغناء بالصلاة المفروضة عن تحية المسجد و بغسل الجنابة عن الجمعة...و هذا من باب التيسير الذي نصت عليه آيات الصيام:"يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم اليسر"
    4. و إن كنتُ أرى جواز تأخير القضاء لحديث أم المؤمنين عائشة الثابت في الصحيح أنها قالت : ( إن كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان،
    لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني )
    فقد كانت تصوم الست، وكانت تصوم عرفة، كما ثبت في الموطأ، وكانت تصوم يوم عاشوراء...
    فيمكنها أن تؤخّر القضاء و تبادر بصيام ستة أيام من شوّال...
    5. و الذين منعوا ليس معهم دليل و أما الحديث: ( من صام رمضان ثم أتبعه...) فقد خرج مخرج الغالب والقاعدة: (أن النص إذا خرج مخرج الغالب لم يعتبر مفهومُه).
    فالمفهوم (من أفطر لعذر ليس مقصوداً بصيام ستة شوّال) فهذا المفهوم غير معتبر..
    و كذا الحديث ليس فيه من أكمل أو أتم بل (من صام) و الكل صائمون حتى من أفطر منه بعضه
    و كذا الحديث يحكي توالي الشهرين زماناً يعني لما ينقضي رمضان الذي يصومه الناس و يأتي شوال و لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم:"ثم أتبعه ستاً من شوّال".
    6. و ما يفتي به بعض الفضلاء من عدم صحة ما قلنا ...و يوجبون عليها القضاء ثم صيام ستة شوّال حرمان لها من الأجر إذ تترك صوم ستة شوال و قد تؤخر القضاء إلى وقت لاحق..
    و تكليف لها بما يشق عليها إذ كيف تكلّف-و قد خفف الشرع عنها في رمضان -في شوّال أن تقضي ما عليها 5 أو 6 أو 8 أيام ثم تصوم ستةً شوّال و قد تكون في فصل الصيف كما هو الحال اليوم و خاصة إذا كانت تخدم أهل بيتها و هم مفطرون...
    و أخيراً لا ينبغي أن نضيق عليهن و قد وسّع الله عليهن ... و بنى الأحكام على التيسير ....
    فيجوز لهن الجمع بين نية قضاء رمضان و نيّة الستة أيام من شوّال...
    كما يجوز لهن التنفل بصيام الستة و تأخير القضاء إلى وقت لاحق...
    و الله أعلم
    أ.رشيد حفوظة....






Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

Trending Articles