Quantcast
Channel: الملتقى الفقهي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع وهدفنا الثاني: نجاح فصيلنا

$
0
0

استيعاب شرائح المجتمع المختلفة صعب عمليا لكنه ليس مستحيلا

ومن الحكمة ألا يمكن للمؤمن حتى يبتلى -كما ذكر الشافعي رضي الله عنه- فتتطهر نفسه من حظوظ النفس وتتخلص من الميل للانتقام والحقد والحسد و تؤثر إقامة العدل على الحبيب والعدو على حد سواء
.

إنني أشعر بالخوف لحد الارتجاف والقشعريرة حينما أقرأ قوله تعالى:" عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض، فينظر كيف تعملون".

إننا نتصور أن الحكم سهل وليس له ضريبة، وإذا تقدم إليه أصحاب المشروع الإسلامي سيخلو من الخطأ، وهذا خطأ جسيم.
إن أكبر خطأ يقع فيه هؤلاء إذا نفردوا بالشأن العام، دون إشراك باقي مكونات المجتمع
ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، فإذا كان خطابنا بعيدا جدا على شرائح المجتمع ذات المرجعيات والأفكار المختلفة سنكون متطرفين أي جانحين للطرف المعاكس للطرف الآخر وفي هذا ضرر كبير.

إن شعور الإنسان بالإحباط أحيانا شيئ طبيعي، فهو من لوازم الضعف البشري، فقد أصاب الصحابة رضي الله عنهم كما أشار القرآن الكريم في غير ما موضع: "أو لما أصابتكم مصيبة قلتم أنى هذا قل: هو من عند أنفسكم"، وفي موضع آخر"أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم، مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ، حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ؟! أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ".

بالله عليكم لو كان التمكين سهلا، لأعطي لرسوله وصحابته الأطهار، وكيف تظهر عظمة الله إذا كان التمكين في مقدور البشر، وبالتالي،
على المرء أن يسعى جهده ****** وليس عليه أن تتم المقاصد

نحن فعلا في حاجة إلى قوة؛ مثل قوة المنطق وقوة الحوار وقوة التفهم وقوة الخلق وقوة السلوك وقوة الإنتاج وقوة إتقان العمل وقوة إيثار المصلحة العليا أكثر من حاجتنا للسلاح،
وإن كان ذلك مطلوبا من دولنا تملكه للدفاع عن نفسها دون غيرها،

إذ من الخطر الشديد أن يتملك الأفراد والجماعات السلاح، فيحصل الاقتتال بينهم كما حصل بين الأفغان بعد دحر السوفيات وكما حصل في الصومال بعد دحر النظام الشيوعي...الخ أو يحصل الائفتئات على السلطان في إقامة الحد وما في ذلك من المفسدة

إن كسب الأصدقاء أصعب وأنفع لنا من كسب الأعداء
وهذا لا ينفي التنافس المشروع، الذي لا يترتب عليه وصول فريق للسلطة وتهميش آخرين، إن هذا لعمري حالقة الوطن والدين

إننا في أمس الحاجة للاستفادة فيما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي إلى الإفادة من خبرات خبراء الاقتصاد الكلاسيكي.
كذلك نحن بحاجة لخبرات الساسة المتمرسين خصوصا المحافظين أو شبه المحافظين والداعين لجمع الكلمة ولو كانوا غير متدينين والأقل ضررا على المجتمع وحتى المخالفين للملة من أهل الكتاب من أهل الذمة الذين يعيشون بيننا


ليكن هدفنا الأول: نجـاح المجتمع أو الأمـة أوالدولـة برمتها!
ولا بأس أن يكون هدفنا الثاني: نجاح فصيل ننتمي إليه في المجتمع!

ما رأيكم دام فضلكم؟


Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

Trending Articles