مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجسد أمته الممزق.. (1)
http://www.feqhweb.com/vb/t20055.html
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجسد أمته الممزق..المهترئ.. (2)
http://www.feqhweb.com/vb/t20058.html
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجسد أمته الممزق .. مسؤولية الأب.. (3)
http://www.feqhweb.com/vb/t20116.html
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجسد أمته الممزق .. حقيقة مسؤولية الأب.. (4)
http://www.feqhweb.com/vb/t20136.html
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجسد أمته الممزق .. عِظم مسؤولية الأب أمام الله تعالى (5)
http://www.feqhweb.com/vb/t20151.html
مولده عليه الصلاة والسلام، وجسد أمته الممزق.. البنت والأب حلقة موصولة لا تنقطع (6)
في ضوء قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) سورة التحريم آية 6، وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (.......، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ). البخاري
هنا في الغرب: ما هي تركيبة عقلية بنات اليوم؟ وما الذي يشغل بالهن؟ وما غاية الحياة وما هو المستقبل في نظرهن؟ أما بلادنا العربية فقد تختلف صور تفكير البنات ولكن ليس كثيرا، إلا من رحم ربي.
فكيف نحافظ على بناتنا من النار، وكيف نجعلها صالحة تعتني بأولادها لنصنع جيلا قويا عابدا لربه، نافعا للكون كله.
مقدمة
ولكن لي سؤال: هؤلاء الأمهات كن في يوما ما بنات صغيرات، فكيف رُبين على الفكر النافع المثمر.. ليس لعيشة الدنيا، إنما للحياة الباقية الخالدة في الآخرة، حتى رأينا زرعهن وقد انتفع به الكون كله؟
إذا؛ البنات الصغار يكبرن ويصرن أمهات المستقبل، ليربين شباب الأمة الإسلامية الواعد؛ فأيُ أب خرجن من تحت عباءته؟
نحن المسلمون كلعبة البازل، نجتمع.. تظهر صورة جميلة وواضحة، ومرشدة للطيبات، نتشتت ونكون وفرادى.. فلا تظهر لنا صورة أو معنى ونكون كالعدم أو الميت، ننشغل عن الأهم وتضطر الأولويات، ونتلبس بأفكار ليست أفكارنا، ونتحدث بلسان ليس لساننا، ونعتقد معتقدات بعيدة عن معتقداتنا.. تظهر صورة مشوهة ومؤذية للنظر، ولكن إذا اجتمعت قطع البازل وكل قطعة وضعت في مكانها الصحيح.. عندها فقط تظهر صورة الإسلام السمح النافع للكون كله. فكيف تكّون الأسر المسلمة صورة الإسلام التي قد تكون قريبة من صورة عهد الإمام العادل عمر بن عبد العزيز؟
فهل يحتاج الآباء إلى أمهات رباهن أباء تربوا في كنف نساء كالخنساء وأم الإمام مالك وغيرهن من أعلام الأمة الإسلامية، إذا فهي حلقة لا تنقطع بين البنت والأب الذي حرص على أن يتزوج أم كأم سفيان الثوري أو أم الإمام أحمد، وغيرهن من القدوة الصالحة الكثيرات!
إذا تحتاج الأمة الإسلامية إلى تشكيل عقلية البنات بأسلوب رباني نافع وصالح، لتنتج الشباب الفالح الواعي المسلم الذي يربي أسرته على ما تربى من أركان الإسلام، وفضائل ومكارم ديننا الحنيف.
ومع تغير العصر وانفتاحه على مصرعيه أصبح لدينا كثيرا من تنوع الأفكار المستوردة والعادات المهجنة، فترقعَ ثوبنا، وفقد جماله وأصالته، وسمته الوضاء وسماحته الرحبة، وصارت بيوتنا على اتساعها ضيقة، وعلى اناقتها دميمة، وعلى أنوارها مظلمة، وعلى خيرها فقيرة.. إلا من رحم ربي.
إذا.. فلا يقيم البيوت الآمنة والمستقر إلا حلقة موصولة من الفهم الرباني والقدوة الصالحة والتعامل الراقي والتربة الخصبة الصالحة، وترتيب الأولويات في كل شيء؛ العبادة والتربية وحل المشاكل والمعاملات، وعلى قدر الخلل في هذا تكون الآثار على الأسرة، وعندما نرى الصورة من بعيد يظهر الخلل في الأسر كلها، وما مجموع الأسر إلا الأمة الإسلامية التي قصم ظهرها أفعال أبنائها، والله المستعان.
البنت التي جاء في الحديث عنها قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ جابر بن عبد الله حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ، يُؤْوِيهِنَّ، وَيَكْفِيهِنَّ، وَيَرْحَمُهُنَّ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْقَوْمِ: وَثِنْتَيْنِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَثِنْتَيْنِ". الأدب المفرد، إن شاء الله تعالى وقدر.. سيكون الحديث عنها، وعن الشابة .. الزوجة .. الأم .. الجدة.
اللهم ردنا إليك ردا جميلا واهد قلوبنا، ووفقنا للإخلاص ورضاك، اللهم آمين.
سهير علي