Quantcast
Channel: الملتقى الفقهي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

حدود الله وقضايا الأسرة في القرآن الكريم

$
0
0
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمي الكريم، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد؛
فإنَّ مركبَ (حدود الله) يوحي مجرّدُ سماعِهِ بوجود أمرٍ مقدسٍ له أطرٌ يحرم انتهاكها، أو بوجود مانع مقدس، فالحدُّ في اللغة يعني المنع، فعندما يرد في القرآن الكريم مركب: "حدود الله"، يفهم السامع أن المقصودَ الموانع التي وضعت للناس فيحرمُ انتهاكُها.
والمتتبع لهذا المركب (حدود الله) في كتاب الله -جل وعلا- سيجد أنه أكثر ما ورد في قضايا الأسرة.
فلم يرد هذا المركب في الدماء، ولا في العقوبات التي عدَّها الفقهاء حدودًا، ولا حتى عند الحديث عن الشرك وهو أعظم الذنوب، بل اقتصر ورود مركب حدود الله بشكلٍ واضحٍ في الآيات التي تضبط علاقات الأسرة.
وقد تكررت كلمة (حدود) أربع عشرة مرة في القرآن الكريم، واقتصر ورودها على ثمانية موضوعات هي:
1- الجماع في شهر رمضان.
2- الخُلع.
3- المراجعة بعد الخلع.
4- المواريث.
5- صفات الأعراب.
6- صفات المؤمنين.
7- كفارة الظهار من الزوجات .
8- الطلاق.
بمعنى أن خمسة من الموضوعات الثمانية التي وردت فيها كلمة (حدود) تخص علاقات الأسرة، وهذا دليل من الأدلة التي تبين أهمية الأسرة في القرآن الكريم، وأن القضايا التي تتعلق بها هي من الأهمية بمكان، بل هي في مجملها أهم مما عداها من الأمور الجسام، ولا غرو في ذلك والأسرة هي نواة العمران البشري، وهي أساس استقرار الإنسان اللازم لتفرغه للعبادة، وقيامه بواجبه تجاه إعمار الأرض.
وفيما يأتي الآيات من كتاب الله تبارك وتعالى:
1- في الجماع في شهر رمضان، قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ 2 البقرة: 187.
2- في الخلع، قال تعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ 2 البقرة: 229.
3- في المراجعة بعد الخلع، قال تعالى: ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ 2 البقرة: 230.
4- في المواريث، وبعد أن أتى على ذكر الأنصبة، قال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ النساء: 13- 14.
5- في ذكر صفات الأعراب، قال تعالى: ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ 9 التوبة.
6- في ذكر صفات المؤمنين، قال تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ التوبة.
7- في كفارة الظهار، قال تعالى: ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ 58 المجادلة.
8- في الطلاق، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ الطلاق: 1.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

Trending Articles