رَابِعَةُ بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ العَدَوِيَّةِ البَصْرِيَّةُ، أُمُّ عَمْرِوٍ، وَقِيْلَ: أُمُّ الخَيْرِ، وَلاؤُهَا لِلْعُتَكِيِّيْنَ، زَاهِدَةٌ عَابِدَةٌ خَاشِعَةٌ قَوَّامَةٌ، حَمَلَ النَّاسُ عَنْهَا حِكْمَةً كَثِيْرَةً، وَحَكَى عَنْهَا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا، ماتت سنة 180هـ، وَقِيْلَ 185هـ، وَلَهَا 80 سَنَةً، وَقَبْرُهَا بِظَاهِرِ القُدْسِ.
وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَضْرَابُهُ يَزُوْرُوْنَ رَابِعَةَ العَدَوِيَّةَ؛ وَكَانَ يَقُوْلُ لأَصْحَابِهِ: (مُرُّوْا بِنَا إِلَى المُؤَدِّبَةِ)؛ وَهِيَ عَجُوْزٌ كَبِيْرَةٌ، بَلَغَتْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، كَأَنَّهَا الشَّنُّ تَكَادُ تَسْقُطُ؛ كَانَ يُحْمَلُ عَنْهَا الحِكْمَةُ وَالمَوْعِظَةُ الحَسَنَةُ.
وَلَقِيَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَابِعَةَ - وَكَانَتْ زَرِيَّةَ الحَالِ - فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ عَمْرِوٍ! أَرَى حَالَاً رَثَّةً؛ فَلَوْ أَتَيْتِ جَارَكِ فُلَانَاً لَغَّيَرَ بَعْضَ مَا أَرَى، فَقَالَتْ لَهُ: يَا سُفْيَانُ! وَمَا تَرَى مَنْ سُوْءِ حَالِيْ أَلَسْتُ عَلَى الإِسْلَامِ! فَهُوَ العِزُّ الَّذِيْ لا ذُلَّ مَعَهُ، وَالغِنَى الَّذِيْ لَا فَقْرَ مَعَهُ، وَالأُنْسَ الَّذِيْ لَا وَحْشَةَ مَعَهُ؛ وَاللهِ إِنِّيْ لَأَسْتَحْيِيْ أَنْ أَسْأَلَ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا! فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لَا يَمْلِكُهَا؟ فَقَامَ سُفْيَانُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا الكَلَامِ.
يُنظر: صفة الصفوة (4/27-31)، المنتظم (7/327-328)، سير أعلام النبلاء (8/241-243)، تاريخ الإسلام (11/117-119)، الوافي بالوفيات (14/37-38)، مرآة الجنان (1/282-378)، وفيات الأعيان (2/286)، المنتظم (7/327-328).
جزء من ترجمتي لها في رسالتي للماجستير.
عبدالحميد الكراني
وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَضْرَابُهُ يَزُوْرُوْنَ رَابِعَةَ العَدَوِيَّةَ؛ وَكَانَ يَقُوْلُ لأَصْحَابِهِ: (مُرُّوْا بِنَا إِلَى المُؤَدِّبَةِ)؛ وَهِيَ عَجُوْزٌ كَبِيْرَةٌ، بَلَغَتْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، كَأَنَّهَا الشَّنُّ تَكَادُ تَسْقُطُ؛ كَانَ يُحْمَلُ عَنْهَا الحِكْمَةُ وَالمَوْعِظَةُ الحَسَنَةُ.
وَلَقِيَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَابِعَةَ - وَكَانَتْ زَرِيَّةَ الحَالِ - فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ عَمْرِوٍ! أَرَى حَالَاً رَثَّةً؛ فَلَوْ أَتَيْتِ جَارَكِ فُلَانَاً لَغَّيَرَ بَعْضَ مَا أَرَى، فَقَالَتْ لَهُ: يَا سُفْيَانُ! وَمَا تَرَى مَنْ سُوْءِ حَالِيْ أَلَسْتُ عَلَى الإِسْلَامِ! فَهُوَ العِزُّ الَّذِيْ لا ذُلَّ مَعَهُ، وَالغِنَى الَّذِيْ لَا فَقْرَ مَعَهُ، وَالأُنْسَ الَّذِيْ لَا وَحْشَةَ مَعَهُ؛ وَاللهِ إِنِّيْ لَأَسْتَحْيِيْ أَنْ أَسْأَلَ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا! فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لَا يَمْلِكُهَا؟ فَقَامَ سُفْيَانُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا الكَلَامِ.
يُنظر: صفة الصفوة (4/27-31)، المنتظم (7/327-328)، سير أعلام النبلاء (8/241-243)، تاريخ الإسلام (11/117-119)، الوافي بالوفيات (14/37-38)، مرآة الجنان (1/282-378)، وفيات الأعيان (2/286)، المنتظم (7/327-328).
جزء من ترجمتي لها في رسالتي للماجستير.
عبدالحميد الكراني