مقاصد الشريعة بين أصول الفقه و قواعده
عرض موجز ، يظهر منه الفرق بين بعض مبادئ هذه العلوم الثلاثة التي تدلل على استقلال هذه العلوم الثلاثة.
وهذا العرض من هذا الطالب ليستفيد من الأساتذة و العلماء الذين لهم قدم صدق في علم المقاصد.
- موضوع علم الأصول الأدلة الشرعية الكلية من حيث يثبت بها الأحكام الشرعية.
- موضوع القواعد الفقهية الأحكام الشرعية من حيث تستخرج منها الأمور الكلية المنطبقة على جزئيات كثيرة من أبواب متعددة أو من باب واحد.
- موضوع مقاصد الشريعة الأحكام الشرعية و الأدلة الشرعية من حيث تستخرج منها الغايات التي يتوخاها الشارع بوضع الشريعة.
ميدان هذه العلوم
- ميدان علم أصول الفقه و قواعده هو علم الفقه فقط.
- وأما ميدان القواعد الفقهية فيتعلق بكل شعب له علاقة بالشريعة الإسلامية ، التي هي ثلاثة مجالات أساسية : العقيدة و الشريعة و الأخلاق.
استمداد هذه العلوم
- استمد علم أصول الفقه من علم التوحيد و اللغة العربية و تصور الأحكام الشرعية.
- استمدت القواعد الفقهية من الأدلة الشرعية و مقاصد الشريعة العامة و الأحكام الفرعية المتشابهة.
- استمدت من تصفح جزئيات الشريعة و كلياتها و النظر في المعاني التشريعية التي راعاها الشارع.
حقيقة قواعد هذه العلوم الثلاثة
- قضية كلية يتوصل بها الفقيه إلى استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها.
القاعدة الأصولية هي قواعد استدلالية تدون في معظمها حول منهج الاستنباط و الاستخراج للأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية.
مثال : النهي يقتضي الفور و الأمر بعد الحظر يفيد الإباحة.
- أحكام كلية فقهية تنطبق مباشرة على جزئيات كثيرة ، تفهم منه أحكامها.
القاعدة الفقهية بيان لحكم شرعي كلي ، تتفرع عنه كثير من الأحكام الجزئية التي يتحقق فيها مناط ذاك الكلي العام.
مثال : المشقة تجلب التيسير و الضرر يزال .
- قضية كلية يعبر بها عن معنىً عام مستفاد من أدلة الشريعة المختلفة ، اتجهت ارادة الشارع إلى إقامته مت خلال ما شرع من أحكام.
القاعدة المقاصدية هي بيان للحكمة التي يتوخاها الشارع من أصل تشريع الحكم.
مثال : إ ن مقصود الشرع من مشروعية الرخص ، الرفق بالمكلف من تحمل المشاق و الحرج مرفوع لسببين ، الأول : خوف الضرر و أو الملل أو بعض الطاعة أو كراهيتها و الثاني : خوف تعطيل الأعمال الأخرى و التقصير فيها.
وهناك بعض الفروق من حيث التوقف و الحجية و الأسبقية و الاعتبار.
(ملخص من كتاب قواعد المقاصد للدكتور عبد الرحمن الكيلاني و مقدمة تحقيق الأشباه و النظائر لابن الملقن للدكتور حمد بن عبد الله الخضير)
فائدة(ملخص من كتاب قواعد المقاصد للدكتور عبد الرحمن الكيلاني و مقدمة تحقيق الأشباه و النظائر لابن الملقن للدكتور حمد بن عبد الله الخضير)
- إن علم المقاصد كان له اتجاهان ، الأولى الاتجاه التطبيقي و اشتهر فيما بعد باسم علم معرفة أسرار الشريعة كما أورده الشيخ طاش كبرى زاده في مفتاد دار السعادة و عنه الشيخ صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم و هذا قد ظهر على يد الإمام القفال الكبير الشافعي في كتابه "محاسن الشريعة ".
و اتجاه تطبيقي هو الذي تميز على يد إمام الحرمين الجويني ثم استقر على يد الإمام الشاطبي ثم استقل على يد الشيخ محمد الطاهر بن عاشور.
فائدة
- علم المقاصد علم أخذ في التبلور و الاستقلال و التميز و قطع أشواطا و بلغ حدا لا رجعة له و هذا لا أقوله دفاعا بل أقوله تقريرا للأمر الواقع .... فمقاصد الشريعة اليوم علم له مميزاته و له قضاياه و له ترتيباته و نقاشاته و اجتهاداته و اختلافاته و مصطلحاته و لو متخصصوه و مؤلفوه و كل هذه الخصائص الموجودة في كل موجودة في المقاصد. (محاضرة في مقاصد الشريعة للريسوني)
فائدة
- عملية الاستنباط و الاجتهاد ، تتطلب استحضار المجتهد القاعدة الأصولية و القاعدة المقاصدية و عدم بتر النص عن أي منهما. (قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي)
فائدة
- علم أصول الفقه بحاجة إلى الاستنتاج بالمقاصد لتخلصه من الطابع الكلامي و الصوري و الجدلي واللغوي الذي سيطر عليه و بقدر ما سيعتمد على المقاصد في مباحث الألفاظ و الدلالات و في مباحث القياس و في مباحث الأدلة و في مباحث الاجتهاد فإن هذا سيعطي علم أصول الفقه حيوية و قوة و جاذبية أي إن تجديد علم أصول الفقه يتوقف على مزجه و تطعيمه بالمقاصد على النحو الذي صنعه ابن بية ثم قال : انح هذا النحو
وهذه هي العملية المزدوجة التي قام بها الشاطبي طيلة كتاب الموافقات فهو قد عمم المقاصد في كل المباحث الأصولية للكتاب ثم أفرد للمقاصد كتابا خاصا فكأنه صنع شيئا في هذا الاتجاه و صنع في اتجاه دعوة ابن عاشور. (محاضرة مقاصد الشريعة)
فائدة
- نشأت العلوم - بعد أن كانت غير متميزة بعضها عن بعض - بالقص و اللصق أي قص الأمور التى يضم بينها موضوع واحد ثم لصقها فيما بينها ثم يثريها أهل هذا العلم بالترتيب و التنسيق و إيجاد المصطلحات حتى تصير عقدا منظوما بعد أن كانت لآلي منتشرة فقدت قيمتها الحقيقية. فإذًا القص و اللصق ليسا من الأمور المحدثة حتى يعاب بها فاعلوهما.
فائدة
- إن انفصال بعض العلوم عن بعض لا يزيد و لا ينقص في العلم. و لا يزيد لأن الزيادة تكون قد حصلت و لا تنقص لأن ما انفصل عن علم بقي بجانبه ملتصقا به و ربما يكون في الانفصال زيادة و نمو أكثر... (محا ضرة في مقاصد الشريعة)
فائدة
- لا يوجد مانع من اشتراك الموضع الواحد بين علمين أو اكثر ، إذا تعددت مآخذه و تنوعت اعتباراته و اختلفت العلاقة التي تربطه بكل علم. (مقدمة التحقيق للأشباه و النظائر للإمام ابن الملقن للدكتور حمد بن عبد العزيز الخضيري)