هل الصلاة دون تحريك الشفتين صحيحة أم باطلة؟
السؤال: هل الصلاة دون تحريك الشفتين صحيحة أم باطلة؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
_______
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أجمعين ورضي الله عن صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد فإننا نرحب بك أخي السائل، وأهلاً وسهلاً بكم في أي سؤال واستفسار، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لعمل الخير وخير العمل.
وبخصوص ما سألت عنه فمما لا شك فيه أن الصلاة ذات شروط وأركان، فمتى صحت شروطها وأركانها فهي صحيحة، ومتى بطل شرط من شروطها أو ركن من أركانها فإنها باطلة، وتحريك الشفتين من لوازم صحة الأركان القولية في الصلاة، لأن الأركان القولية في الصلاة خمسة، وهي: تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والتشهد الأخير، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخامس هو التسليم، فيلزم من التلفظ بالأركان الخمسة تحريك اللسان للقادر عليه، ويلزم من تحريك اللسان تحريك الشفتين، وقد ورد عن أبي معمر قال: قلنا لخباب بن الأرت رضي الله عنه أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال نعم، قلنا بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال:” باضطراب لحيته” أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة. باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر ، رقم الحديث 726و727و744
قال الكاساني رحمه الله كما في “بدائع الصنائع” (4/118): ” القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان بالحروف، ألا ترى أن المصلي القادر على القراءة إذا لم يحرك لسانه بالحروف لا تجوز صلاته، انتهى .
ومما يدل على الفرق بين تحريك اللسان والإنصات أن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم، حين كان يقرأ مع جبريل وهو يتلو عليه الوحي ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) ومعناه إنصت واستمع فهو دليل على أن القراءة غير الإنصات، ويدل على ذلك أيضاً : أن العلماء منعوا الجنب من قراءة القرآن باللسان ، وأجازوا له أن ينظر في المصحف، ويتدبر القرآن بالقلب دون حركة اللسان. مما يدل على الفرق بين الأمرين، وأن عدم تحريك اللسان لا يعد قراءة ، انظر المجموع للنووي (2/187- 189) .
فيلزم المصلي تحريك اللسان وإخراج الحروف، ولا يكفي دون ذلك ، لا في الصلاة الجهرية ولا في الصلاة السرية، كما أن العبد لا تصح منه العقود ولا تقام عليه الحدود ولا يؤاخذ على ما دار في نفسه دون أن يعمل أو يتكلم كما ورد في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).
هذا وقد ذهب جمهور أهل العلم من الشافعية والحنابلة والحنفية في أصح القولين -زيادة على ما ذكر- إلى أنه يجب أن يتلفظ المصلي مع التحريك بحيث يسمع صوت نفسه ، ولا يجزئه أن يحرك لسانه من غير صوت ، وهكذا في كل ذكر قولي ، لا يعتد به عند هؤلاء الأئمة إذا كان بدون صوت،
وذهب المالكية إلى أنه يجزئ أن يحرك لسانه وشفتيه ويخرج الحروف دون صوت، وهو مذهب الحنفية في قولهم الآخر ، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
أما تحريك اللسان والشفتين وإخراج الحروف بلا صوت يسمع به نفسه فكل الأئمة متفقون على وجوب ذلك كله بلا خلاف وهذا في حق الإمام والمنفرد باتفاق، أما المؤتم ففيه خلاف، فمن أهل العلم من قال قراءة الإمام له قراءة، انظر “المغني” لابن قدامة (1/276) : و المجموع”للنووي (3/256) وانظر مواهب الجليل” (1/525) وكذا “الإنصاف للمرادوي ” (2/44): قلت ومن خلال التأمل في كلام أهل العلم نجد أنهم أيضا يقولون حتى يصح التحريك لا بد أن يسمع نفسه القراءة، وبعضهم قال لا يلزم وإن أسمع نفسه القراءة فحسن، وهذا هو المختار عند كثير من أهل العلم.
هذا وليعلم أن ذلك التحريك يتطلب أيضا في واجبات الصلاة القولية كتكبيرات التنقل وكلمة سمع الله لمن حمده وأذكار الركوع والسجود وبين السجدتين، والتشهد الأول وكذا في المستحبات والسنن كالاستفتاح والأدعية، فلا صورة لأداء شيء من ذلك بلا تحريك الشفتين، وهذا من صور دخول الركن في الواجب والمستحب، بمعنى لا حقيقة لأداء الواجب القولي ولا حقيقة لأداء المستحب القولي إلا بتحريك اللسان والشفتين، لكن صحة الصلاة بتحريك الشفتين تكون في الركن القولي في المواضع الخمسة التي ذكرتها وهي تكبيرة الإحرام والفاتحة والتشهد الأخير والصلاة الإبراهيمية قبل التسليم والخامس هو التسليم….. وبالله التوفيق.
موقع
الشيخ عيسى بن يحي المعافا .
------------------------------------
لبنى قال:
2011/11/28 الساعة 6:26 م
أنا لبنى من المغرب ، أنا أصلي منذ سنين الصلاة السرية والجهرية بدون تحريك الشفتين! ماذا أفعل الآن؟ هل أكثر من النوافل؟ فأنا الآن أصلي بتحريك الشفتين.
حتى القرآن كنت أقرأه بدون تحريك الشفتين! بالله عليك يا شيخ رد علي وطمني الله يجزيك كل خير. عمري حاليا 24 سنة.
رد
مدير الموقع قال:
2011/11/28 الساعة 9:12 م
لا بد أن تحركي شفتيك في تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة والتشهد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير وكذا التسليم ففي هذه المواضع من الصلاة يجب التحريك للشفتين وجوبا محتما فريضة ركن لا تصح الصلاة إلا به ، وما تقدم منك عن جهل فعوضه الإكثار من النوافل قدر المستطاع…..وبالله التوفيق.
السؤال: هل الصلاة دون تحريك الشفتين صحيحة أم باطلة؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
_______
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أجمعين ورضي الله عن صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد فإننا نرحب بك أخي السائل، وأهلاً وسهلاً بكم في أي سؤال واستفسار، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لعمل الخير وخير العمل.
وبخصوص ما سألت عنه فمما لا شك فيه أن الصلاة ذات شروط وأركان، فمتى صحت شروطها وأركانها فهي صحيحة، ومتى بطل شرط من شروطها أو ركن من أركانها فإنها باطلة، وتحريك الشفتين من لوازم صحة الأركان القولية في الصلاة، لأن الأركان القولية في الصلاة خمسة، وهي: تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والتشهد الأخير، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخامس هو التسليم، فيلزم من التلفظ بالأركان الخمسة تحريك اللسان للقادر عليه، ويلزم من تحريك اللسان تحريك الشفتين، وقد ورد عن أبي معمر قال: قلنا لخباب بن الأرت رضي الله عنه أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال نعم، قلنا بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال:” باضطراب لحيته” أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة. باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر ، رقم الحديث 726و727و744
قال الكاساني رحمه الله كما في “بدائع الصنائع” (4/118): ” القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان بالحروف، ألا ترى أن المصلي القادر على القراءة إذا لم يحرك لسانه بالحروف لا تجوز صلاته، انتهى .
ومما يدل على الفرق بين تحريك اللسان والإنصات أن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم، حين كان يقرأ مع جبريل وهو يتلو عليه الوحي ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) ومعناه إنصت واستمع فهو دليل على أن القراءة غير الإنصات، ويدل على ذلك أيضاً : أن العلماء منعوا الجنب من قراءة القرآن باللسان ، وأجازوا له أن ينظر في المصحف، ويتدبر القرآن بالقلب دون حركة اللسان. مما يدل على الفرق بين الأمرين، وأن عدم تحريك اللسان لا يعد قراءة ، انظر المجموع للنووي (2/187- 189) .
فيلزم المصلي تحريك اللسان وإخراج الحروف، ولا يكفي دون ذلك ، لا في الصلاة الجهرية ولا في الصلاة السرية، كما أن العبد لا تصح منه العقود ولا تقام عليه الحدود ولا يؤاخذ على ما دار في نفسه دون أن يعمل أو يتكلم كما ورد في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).
هذا وقد ذهب جمهور أهل العلم من الشافعية والحنابلة والحنفية في أصح القولين -زيادة على ما ذكر- إلى أنه يجب أن يتلفظ المصلي مع التحريك بحيث يسمع صوت نفسه ، ولا يجزئه أن يحرك لسانه من غير صوت ، وهكذا في كل ذكر قولي ، لا يعتد به عند هؤلاء الأئمة إذا كان بدون صوت،
وذهب المالكية إلى أنه يجزئ أن يحرك لسانه وشفتيه ويخرج الحروف دون صوت، وهو مذهب الحنفية في قولهم الآخر ، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
أما تحريك اللسان والشفتين وإخراج الحروف بلا صوت يسمع به نفسه فكل الأئمة متفقون على وجوب ذلك كله بلا خلاف وهذا في حق الإمام والمنفرد باتفاق، أما المؤتم ففيه خلاف، فمن أهل العلم من قال قراءة الإمام له قراءة، انظر “المغني” لابن قدامة (1/276) : و المجموع”للنووي (3/256) وانظر مواهب الجليل” (1/525) وكذا “الإنصاف للمرادوي ” (2/44): قلت ومن خلال التأمل في كلام أهل العلم نجد أنهم أيضا يقولون حتى يصح التحريك لا بد أن يسمع نفسه القراءة، وبعضهم قال لا يلزم وإن أسمع نفسه القراءة فحسن، وهذا هو المختار عند كثير من أهل العلم.
هذا وليعلم أن ذلك التحريك يتطلب أيضا في واجبات الصلاة القولية كتكبيرات التنقل وكلمة سمع الله لمن حمده وأذكار الركوع والسجود وبين السجدتين، والتشهد الأول وكذا في المستحبات والسنن كالاستفتاح والأدعية، فلا صورة لأداء شيء من ذلك بلا تحريك الشفتين، وهذا من صور دخول الركن في الواجب والمستحب، بمعنى لا حقيقة لأداء الواجب القولي ولا حقيقة لأداء المستحب القولي إلا بتحريك اللسان والشفتين، لكن صحة الصلاة بتحريك الشفتين تكون في الركن القولي في المواضع الخمسة التي ذكرتها وهي تكبيرة الإحرام والفاتحة والتشهد الأخير والصلاة الإبراهيمية قبل التسليم والخامس هو التسليم….. وبالله التوفيق.
موقع
الشيخ عيسى بن يحي المعافا .
------------------------------------
لبنى قال:
2011/11/28 الساعة 6:26 م
أنا لبنى من المغرب ، أنا أصلي منذ سنين الصلاة السرية والجهرية بدون تحريك الشفتين! ماذا أفعل الآن؟ هل أكثر من النوافل؟ فأنا الآن أصلي بتحريك الشفتين.
حتى القرآن كنت أقرأه بدون تحريك الشفتين! بالله عليك يا شيخ رد علي وطمني الله يجزيك كل خير. عمري حاليا 24 سنة.
رد
مدير الموقع قال:
2011/11/28 الساعة 9:12 م
لا بد أن تحركي شفتيك في تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة والتشهد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير وكذا التسليم ففي هذه المواضع من الصلاة يجب التحريك للشفتين وجوبا محتما فريضة ركن لا تصح الصلاة إلا به ، وما تقدم منك عن جهل فعوضه الإكثار من النوافل قدر المستطاع…..وبالله التوفيق.