قال الغزالي رحمه الله في تحصينه: مذهب أبي حنيفة أحسن وأعدل؛ ومذهب الشافعيّ أقيس وأفقه، وكلٌّ منهما مُتحرّ للصّواب وموفَّقٌ له؛
إن شاء الله تعالى".
أقول:
وصفه لمذهب أبي حنيفة بذلك لتوخيه الاستحسان إن لم نقل غلوه فيه، وهو في أكثر أحواله التفات للمصلحة والعدل على
حد قول ابن رشد في البداية، أما مذهب الشافعي فلاقتصاره على النص وحمل على النص، إن لم نقل غلوه في القياس،
كما أنه لما أغرق في أخذه بالظاهر خرج دَاوود من عباءته، وحتى تلميذه الإمام أحمد أصابه سهم من ظاهريته .
أما مذهب مالك فلنا أن نقول فيه: أحسن وأعدل وأصلح، وأتبع، وأعمل؛ فهو مع أبي حنيفة في أخذه بالاستحسان؛
وقد مالك: لا تكاد تجد المغرق في القياس إلا مخالفا لمنهاج الشريعة أو السنة، وأصلح لكونه حمل لواء المصالح المرسلة،
وأتبع لتشدده في اتباع السنة، وقمعه للبدعة؛ يقول الشاطبي في أمارات العالم المتحقق:"والثالثة: الاقتداء بمن أخذ عنه، والتأدب بأدبه، كما
علمت من اقتداء الصحابة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، واقتداء التابعين بالصحابة، وهكذا في كل قرن؛ وبهذا الوصف امتاز مالك عن أضرابه -أعني: بشدة
الاتصاف به- وإلا؛ فالجميع ممن يهتدى به في الدين، كذلك كانوا، ولكن مالكا اشتهر بالمبالغة في هذا المعنى، فلما ترك هذا الوصف؛ رفعت البدع رءوسها؛
لأن ترك الاقتداء دليل على أمر حدث عند التارك؛ أصله اتباع الهوى"، وأعمل لأنه ورث عمل أهل المدينة؛ ولأن حضارة الأندلس حكّمته في
معاملاتها، واعتلى عرش مجالس قضائها. وها هو ابن رشد الجد حامي المذهب ومنظره يقول في مقدماته:
"...وكذلك تجد مذهبه أبدا أعدل المذاهب وأوسطها؛ فإنه كان موفقا مؤيدا".
إن شاء الله تعالى".
أقول:
وصفه لمذهب أبي حنيفة بذلك لتوخيه الاستحسان إن لم نقل غلوه فيه، وهو في أكثر أحواله التفات للمصلحة والعدل على
حد قول ابن رشد في البداية، أما مذهب الشافعي فلاقتصاره على النص وحمل على النص، إن لم نقل غلوه في القياس،
كما أنه لما أغرق في أخذه بالظاهر خرج دَاوود من عباءته، وحتى تلميذه الإمام أحمد أصابه سهم من ظاهريته .
أما مذهب مالك فلنا أن نقول فيه: أحسن وأعدل وأصلح، وأتبع، وأعمل؛ فهو مع أبي حنيفة في أخذه بالاستحسان؛
وقد مالك: لا تكاد تجد المغرق في القياس إلا مخالفا لمنهاج الشريعة أو السنة، وأصلح لكونه حمل لواء المصالح المرسلة،
وأتبع لتشدده في اتباع السنة، وقمعه للبدعة؛ يقول الشاطبي في أمارات العالم المتحقق:"والثالثة: الاقتداء بمن أخذ عنه، والتأدب بأدبه، كما
علمت من اقتداء الصحابة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، واقتداء التابعين بالصحابة، وهكذا في كل قرن؛ وبهذا الوصف امتاز مالك عن أضرابه -أعني: بشدة
الاتصاف به- وإلا؛ فالجميع ممن يهتدى به في الدين، كذلك كانوا، ولكن مالكا اشتهر بالمبالغة في هذا المعنى، فلما ترك هذا الوصف؛ رفعت البدع رءوسها؛
لأن ترك الاقتداء دليل على أمر حدث عند التارك؛ أصله اتباع الهوى"، وأعمل لأنه ورث عمل أهل المدينة؛ ولأن حضارة الأندلس حكّمته في
معاملاتها، واعتلى عرش مجالس قضائها. وها هو ابن رشد الجد حامي المذهب ومنظره يقول في مقدماته:
"...وكذلك تجد مذهبه أبدا أعدل المذاهب وأوسطها؛ فإنه كان موفقا مؤيدا".