Quantcast
Channel: الملتقى الفقهي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

هل شاء الله كوناً أن يعصيه إبليس ؟

$
0
0
السلام عليكم
بهذا العنوان الواضح أعلاه فتح أحد الإخوة - لا أعرف معتقده وإلى أي فرقة ينتمي حتى الآن لأن ظاهر كلامه الاعتزال لكن يستشهد بكلام لابن القيم - موضوع في المنتديات الأخرى وقال كلاماً غريباً عن عقيدة السلف الصالح
فأرجو منكم مساعدتي فيما أعجز فيه وهو:
ذكر أقوال ابن تيمية وابن القيم تحديداً وغيره من العلماء في هذه القضية لأني أجهل كيفية البحث في هذه الأمور رغم وجود موسوعة مؤلفات ابن تيمية الإلكترونية على جهازي
لكن كلمة " إبليس " أو " السجود " لو أدخلتها في خانة البحث يخرج لي نتائج كثيرة جداً أرجو المساعدة

وما كنت قد قلته له ولم يقتنع أن الله أراد كوناً ألا يسجد إبليس لكنه أراد شرعاً أن يسجد، والمخلوق يمكن أن يخالف الإرادة الشرعية - فيُعاقَب على ذلك - أو يوافقها - فيُثاب - لكن لا يمكن له مخالفة الإرادة الكونية التي هي " المشيئة "
فقال لي أن هذا الكلام يؤدي إلى وصف الله بالظلم وأن العدل ألا يكون قَدّر على إبليس العصيان وإلا لكانت له الحجة، لكنه أراد فتنته واختباره ولم يُرد كوناً ألا يسجد
فقلت له أن ظاهر كلامه يوافق عقيدة المعتزلة
فقال لي " دعك من هذه الصفات والاتهامات التي تؤدي للشحناء "
وقال أيضاً:
" قال تعالى "مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا"(النساء: 147)
فالعذاب إذاً مقرون بعدم (الشكر والإيمان) وعليهما مدار المسؤولية، وليس إلزام أبدي وجبر لا مسؤولية للإنسان فيه.
ولأن الله تعالى علم ما سيقع من العبد، كتبه عليه في اللوح المحفوظ، وبكتابته أصبح قدراً محتوماَ.

ولا أجد في القرآن، وما يلحق به من سنة تُفهم في إطاره، ما يمنع من هذا الفهم، والذي يتفق تماماَ مع معنى الآية أعلاه. وتصبح الاية بذلك دليلاً وعلماً على مسألة القدر. كما وأن هذا الفهم هو الذي يتسق مع عدل الله، الأبدي الأزلي، وأنه لا يظلم أحدا "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ"(فصلت:46)

ومن يقول غير ذلك يجعل للعصاة حجة، ويجعل للشيطان حجة حين وضع أحد الناس على لسانه قوله: [قدَّر علىَّ ما شاء..فلن أَطِق أن أشاء..ولو شاء لردَّنى لما شاء..وهدانى لما شاء ..ولكن شاء ان اكون كما شاء]،
ومعاذ الله أن يكون لأحد على الله حجة. "
واستدل بقول في لسان العرب لابن منظور وكلام لابن تيمية
انظر مادة (ق د ر)
[قول أَهل السنَّة: إِن علم الله سبق في البشر، فَعَلِم كُفْرَ مَن كَفَر منهم، كما عَلِم إِيمان مَن آمن، فأَثبت علمه السابق في الخلق وكتبه، وكلُّ ميسر لما خلق له وكُتب عليه. قال أَبو منصور: وتقدير الله الخلق تيسيره كلاًّ منهم لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة والشقاء، وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِياهم، فكتب علمه الأَزليّ السابق فيهم وقَدَّره تقديراً.]

وقال أيضاً

ومما يدعم مقصدي من افتراق [العلم المكتوب] عن (مجرد العلم) وأنه[أي: العلم المكتوب] هو المرشح الأول لفهم (القدر)، ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيره لـلقسم بـ (القلم) في سورة (القلم)، قال:
[إن القلم به يكون الكتاب، الساطر للكلام، المتضمن للأمر والنهي والإرادة، والعلم المحيط بكل شيء، فالإقسام وقع بقلم التقدير ومسطوره، فتضمن أمرين عظيمين تُنَاسِب المقْسَم عليه :
أحدهما : الإحاطة بالحوادث قبل كونها، وأن من علم بالشيء قبل كونه أبلغ ممن علمه بعد كونه، فإخباره عنه أحكم وأصدق.
الثاني : أن حصوله في الكتابة والتقدير يتضمن حصوله في الكلام والقول والعلم من غير عكس؛ فإقسامه بآخر المراتب العلمية يتضمن أولها من غير عكس، وذلك غاية المعرفة واستقرار العلم إذا صار مكتوبا . فليس كل معلوم مقولا، ولا كل مقول مكتوبا، وهذا يبين لك حكمة الإخبار عن القدر السابق بالكتاب دون الكلام فقط، أو دون العلم فقط.](مجموع الفتاوى، التفسير، سورة القلم، جزء 16/ ص 62)

وأخيراً قال:
" وعلى ذلك: أرى أن الإجابة الأشبه بالحق، هي:
أن الله تعالى شاء فتنة إبليس، ووقع إبليس في الفتنة وعصى.
بمعنى أن الله تعالى يسر لأبليس العصيان إن وقع في الفتنة، كما يسر له الطاعة إن لم يقع فيها.
أي أن الطاعة والعصيان كانا مخلوقين جميعاً من الله، اختار إبليس منهما العصيان، فكتبه الله عليه (قدراً) لِما علم من إصراره عليه.

والنتيجة أنه لا يجوز الإجابة بنعم واحدة، كما لا يجوز الإجابة بلا واحدة.
وتكون الإجابة الصحيحة هي نعم عن الجزء الأول بما ينسب مشيئة الفتنة لله تعالى،
ونعم عن الجزء الثاني بما ينسب مشيئة (أي الرغبة والإصرار في) عين العصيان لإبليس؟

وبهذه النتيجة يثبت لله أنه خالق كل شيء، وأنه العدل، وأنه لا ظلم عنده. ويثبت لإبليس الفسوق عن أمر الله، واختيار العصيان من بين الاختيارين المتاحين له.
"

هل يمكن مساعدتي في الإتيان بكلام ابن تيمية وابن القيم في هذا الموضوع ؟؟

Viewing all articles
Browse latest Browse all 15662

Trending Articles